القديسين مكارنيوس المصري و الاسكندري

يخبرنا الاباء البولنديون ، أنه وجد في الجيل الرابع للمسيح قديسان باسم مكاريوس الاول ولد سنة 296 ، و الثاني سنة 301 ، و الاثنين ماتا بسنة واحدة سنة 394 .

لكي نميز الواحد عن الاخر ، دعى المؤرخون الاول بالمصري و الثاني بالاسكندري ، رغم انهما ولدا في مدينة واحدة وهي الاسكندرية ، لا يفصلها سوى عائلتين مختلفتين .

القديسان بعد ان تدربا بالحياة الروحية زمنا . القديس انطونيوس الكبير ، أنفردا في البرية " سيتي " scete و أنشأ كل منهما رهبنة ، أنضم اليهما كثير من النساك المتوحدين .

قال البولنديون : بينما كان القديس مكاريوس المصري عائداً يوماً بعد غيبة طويلة اغلى قلايته ، وجد رجلا يجمع كل أثاث قلايته الحقير و يحمله على جمله . فعوضاً أن يوقفه و يقبح عمله ، أخذ القديس يساعده كانه شريك له في السرقة .

و لما اجهز اللص على كل متاعه ، و اراد أن ينهض جمله للسير ، رفض هذا الحيوان أطاعة صاحبه .

فقال له القديس : " لربما جملك يا صاح ، ينتظرك لتضع له هذه الحطبة أيضاً " قال هذا و أخذ الحطبة و وضعها على ظهر الجمل . الذي نهض لساعته . ثم استطرد القديس كلامه مع اللص قائلاً :- " أعلم يا أخي ، أني دخلت الى هذا العالم فقيراً و اخرج منه فقيراً . و الله أعطاني هذا الاثاث الحقير ، و الله أخذه مني ، فليكن اسمه مباركاً " .

و بينما اللص يفكر بقبح مسلكه ، مع الناسك و كيف ان هذا رضي بطيبة خاطر ان يتخلى عن كل شيء حباً بالمسيح ، أذا بالجمل يبرك على الارض ثانية و يأبى الوقوف رغم الحاح صاحبه عندما ركع اللص امام القديس طالباً المغفرة و أرجع له كل شيء .....

***************

أما القديس مكاريوس الاسكندري ، فبينما كان يوماً يصلي في صومعته شعر بضربة على الباب ، ففتح ليرى من الضارب وجد نفسه امام لبوءة تحمل في شبلها الفاقد البصر . فسرت الشفقة الى قلب القديس و مد يده الى حيوان الصغير و ابراه . فشكرت الام محسنها بعلامات اختصها الباري تعالى بها ، أذ أخذت تلحس قدميه أعترافاً بجميله ثم ودعته و نورات مع ولدها .

و في الغد و بذات الوقت ، شعر القديس بضربة اخرى على الباب ففتح ، و اذا باللبوة ذاتها تعود اليه ثانية و بفمها جلد غنم جميل ، و وضعته على قدميه مكافأة على صنيعه أمس مع ولدها الكفيف النظر . فعوضا أن يشكرها القديس ، وجه اليها كلامه قاسياً بقوله : " أني ارفض هديتك ، لأنها بلاشك وليدة السرقة و الأختلاس ، و هذا مما لا أرضاه ابداً " فشعرت اللبؤة بالخذلان ، فسجدت على قدميه كأنها تتوسل اليه أن يغفر لها هذه المرة غلطتها ، و أنها لا تعود الى مثل ذلك بعد أصلاً . فأجابها القديس : " أرى أنك تفهميني جيداً . وها أنا قبلته منك هذه المرة شرط أن لا تكرري عملك هذا القبيح " .

و فعلاً أطاعت اللبوة كلام القديس ، يقول كاتب حياته ، و قد حافظت على عهدها معه أكثر من محافظة الخطاة بوعودهم مع الله لأنها من ذاك الحين لم تعد تهاجم قطيعاً قط ، بل بقيت تتردد عليه لتتفقده في وحدته و تنال بركته ...

و قد صور المصورون ، القديس مكاريوس و قربه لبؤة حاملة ولدها أشارة الى تلك الاعجوبة

شكرـرـرا على الموضوع المفصـل

وتحياتي لـكي

تقـبلي مرورـي

احلى تحيه الك عاشقه حسام

القديسين مكارنيوس المصري و الاسكندري 1_434871886l

دمــــــــــــــــــــــــــــ العراق ـــــــــــــــــــــــــوع

القديسين مكارنيوس المصري و الاسكندري 552552988