النظرة المسيحية ألى الموت

بـسم الأب والأبـن الروح القـدس اله الواحد
أمـ ـين .

نظرة المسيحية الى الموت
أهل الدنيا يبكون على فراقها . المسيحيون يحتفلون بذكرىرقاد العذراء والقديسين . الفارق هو أن أهل الدنيا يفقدون الرجاء بالموت بينما يذكي المسيحيون رجاءهم في الحياة الحقة بعد الموت ألم يقل يسوع " من آمن بي وإن ماتفسيحيا ، وإن مات فإنه قد انتقل من الموت الى الحياة ؟ " ولكن رقاد العذراء لهوزن أقوى من سواه . لم تمت كما يموت سائر الناس . لقد رقدت . ومن رقد يستيقظ كمافهم الرسل من كلام يسوع عن رقاد حبيبه لعازر . مريم رقدت فاستيقظت في ملكوتالله . تركت روحها جسدها الى حين لتستعيده في اليوم الثالث . يا لمجد الله ! هل هييسوع ثان ؟ لا . إنما كما تقول تاسعة العنصرة . " أقرضت جسدا ليسوع " . طهرها الروح القدس المجيد فصار جسدها صالحا لأن يعطي يسوع جسدا خاصا لا ميل فيه للخطيئة . صاريسوع " مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة " (عب15:4) هذا الجسد مشتق من جسد امه . هوطاهر مثل جسدها الذي طهره الروح القدس . يسوع أخذ طبيعتنا بتمامها ما عدا الخطيئة . ولذلك كان قابل للجوع والعطش والتعب والحزن والآلام ، فتقاطر عرقه في الجسمانيةكقطرات دم . وقال : " نفسي حزينة حتى الموت " . و مريم نالت حظها وهي ترى ابنها علىالصليب ، فجازت حربة في نفسها كما أنبأها سمعان الصدّيق . ارتبط مصير مريم بمصيريسوع فكان لا لها من أن تفارق الجسد ، وكان لا بد ليسوع من أن يقيمه كما أقام جسدهفي اليوم الثالث . ومريم المطهرة غير خاضعة للدينونة العامة . فاخترقت السماء وجلستالى يمين ابنها الحبيب . قبل الدينونة العامة ، دخلنا المجد الأبدي في شخص العذراء . الناس يحتفلون بأمجاد واهية باطلة . الناس مبهورون بأكابر القوم في الدنياواحتفالاتهم بأعيادهم الدنيوية التافهة . المسيحيون غير مبهورين بشيء .من هذا بهرهمنور يسوع ومد والدته، فتعلقوا بهما ونسوا ما سوى ذلك . فالعيد يوحي الينا عظائمتفوق العقول . لا يستطيع احد بعد اليوم أن يقول صادقا إن ملكوت الله مستحيل . مريممولودة في العهد الجديد لتعتمد وتنال الميرون والقربان المقدس . ومع هذا سمت اخلاقها الى درجة عليا فاختارها الله أما لإبنه الوحيد . فاضت روحها ثم جسدها الىالله . قلوبنا عالقة بهذا الحدث الجلل . نحلم نحن بمصير مثل مصيرها . نرنو اليهابابصارنا ، نشتاق اليها لتكون على غرارها مطهرين في ساعة الموت لنقضي أجلنا كما قضتأجلها . موت مريم العذراء عهد مقطوع لنا بأن جميع الذين يطهرهم يسوع في ساعة الوفاةسيكونون مع امه في المجد . لا نبكي الموتى لان موت العذراء ختم قلوبنا باليقين التام : سنكون مع العذراء لا يخامرنا الشك لأن العذراء تجذبنا اليها . صلواتهاتتبعنا كل أيام حياتنا . شوقنا اليها صاروخ يدفعنا الى السماء . في صلواتنا ندعوهالأن تقف الى جانبنا في ساعة موتنا . يا لها من ملاك حارس فوق جميع الملائكة ! نحتفلبرقادها لأن رقادها اجلسها عن يمين يسوع فصارت أقوى على الشفاعة فينا كل انسانيشتاق الى أمه . أمهات الأرض بشر إلا إذا اقتدين بالعذراء .أما العذراء فهي الأمالكاملة . قد نتشاجر مع امهاتنا .ولكن من يجسر على التشاجر مع امه مريم العذراء ؟قد لا نطمئن الى امهاتنا. ولكن من لا يطمئن الى العذراء ؟ من لايشتهي أن يقبّليمينها ؟ من لا يشتهي ظل ثوبها ؟ في حماية العذراء نجد موئلا لا يتزعزع . إنها الأمالتي لا تتغير كما تتغير امهات الأرض .حنانها ثابت غير متحول . لا نتدلل علىأمهاتنا متى كبرنا . ولكننا نتدلل على العذراء مهما كان عمرنا .

الرـب يحفضكـم