العراق يدفع ثمن انقسام إدارة بوش حول ضرب ايران

ويرى خبراء أن العداء المتزايد بين واشنطن التي تقود قوات التحالف في العراق وطهران المجاورة التي تحاول ترسيخ نفوذها في المنطقة، بات يؤجج الصراع بين الفصائل المسلحة المتناحرة بالبلاد,
وكان وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري قد أعلن أن إرجاء الجولة الرابعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لبحث القضايا الأمنية بالعراق إلى اجل غير مسمّى.
وجاءت تصريحات الوزير العراقي بعد يومين من إعلان الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن مباحثات بلاده مع الولايات المتحدة لن تحقق نتائج ولن يكون لها معنى في ظلّ استمرار عمليات عسكرية تنفذها قوات أمريكية ضد ميليشيات في بغداد.
ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية توم كايسي الاثنين إن "بحث أيّ أمر مع إيران سيكون بلا معنى ما دام الإيرانيون لم يبدلوا موقفهم"، مشدداً على أن الإيرانيين لم يقوموا بأيّ خطوة لتسوية المشكلات الأساسية التي نواجهها ويواجهها العراقيون، وذلك رغم تأكيدهم أنهم يدعمون عراقاً مستقراً.
وفينفس السياق عبّر نبيل يونس أستاذ الدراسات الدولية في جامعة بغداد عن قلقه ممّا يحدث في مدينة الصدر، مشيراً الى أن الأوضاع قد تسوء أكثر في مدينة الصدر، وأوضح أنّه "إذا كانت الحكومة تستهدف جميع الميليشيات فهذا يعني أن عندها استراتيجية، ولكن إذا استهدف التيار الصدري لوحده فقد يدفع ذلك الأمر بالصدر إلى رفع التجميد عن أنشطة جيش المهدي وعندها سيكون الأمر أكثر سوءاً للبلاد".
وقتل مئات الأشخاص وجرح أكثر من 2600 آخرين بينهم نساء وأطفال، خلال الاشتباكات التي تتواصل في مدينة الصدر، معقل جيش المهدي التابع للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، بين قوات أمريكية وعراقية من جهة وجيش المهدي, وبدأت الاشتباكات اثر إطلاق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية "صولة الفرسان" في البصرة في 25 مارس/ آذار في البصرة التي اعتبر التيار أنها تستهدفه.