أعلن الرئيس الصربي الموالي للغرب، بوريس تاديتش، الفوز في الانتخابات البرلمانية الأحد، وسط ترحيب من الاتحاد الأوروبي، وتهديدات القوميين الراديكاليين بتشكيل ائتلاف للتصدي له.
وقال "مركز الديمقراطية والانتخابات الحرة" إن حزب تاديتش - ائتلاف صربيا الأوروبية - حصل على 38 في المائة من الأصوات، قرابة 103 من مقاعد البرلمان، مقابل نحو 29 في المائة (77 مقعداً) للراديكاليين القوميين بزعامة تيموسلاف نيكولتش.
وأوضح المركز أن الأحزاب الصربية الموالية لأوروبا حققت "انتصاراً مقنعاً للغاية" على القوميين المناهضين لها في الانتخابات العامة التي أجريت الأحد، إلا أنها بعيدة إلى حد كبير عن تحقيق أغلبية حاكمة.
وقدرت المنظمة أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 60.7 في المائة.
وانتقد نيكولتش إعلان الرئيس الصربي النصر قائلاً إنه "بانتصاره المزعوم يحط من الدستور"، ونادى بشراكة بين الأحزاب القومية للتصدي لتاديتش، والحصول على أغلبية مقاعد البرلمان، 126 مقعداً من مقاعد البرلمان المؤلف من 250 مقعداً، لتشكيل "حكومة لصربيا."
وأضاف قائلاً: "الأمر يحتاج إلى 126 من أعضاء البرلمان لانتخاب وإجازة الحكومة في البرلمان الصربي."
وقال دراجان سوتانوفيتش من حزب تاديتش "هذا انتصار عظيم" مضيفاً أن "هذا يظهر أن الصرب يريدون صربيا أوروبية."
ورحبت رئاسة الاتحاد الأوروبي، في بيان، بـ"الانتصار الواضح" للقوى الموالية لأوروبا.. ملاقاة صربيا للشروط الضرورية سيتيح لها المزيد من التقدم في مسار الاتحاد الأوروبي."
وقالت سلوفينيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي حالياً إن الاتحاد يرحب بفوز ائتلاف تاديتش الذي "سيفتح الطريق أمام صربيا كي تتقدم في طريق انضمامها إلى الاتحاد وتصبح عضواً كاملاً فيه."
ويعتبر معظم المراقبين هذه الانتخابات الأهم منذ الإطاحة بالرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش قبل سبع سنوات.
وتعد الانتخابات الحالية الأكثر أهمية في تاريخ الديمقراطية الحديثة في صربيا، إذ تتبنى فيه كافة الأطراف توجهين مختلفين لمستقبل البلاد فيما يتعلق واستقلال إقليم كوسوفو والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأدى إعلان كوسوفو لاستقلالها مؤخراً لانهيار الائتلاف الحكومي الهش وأزمة سياسية بين الاتحاد الموالي لأوروبا والجماعات القومية الراديكالية.
وينظر العديد من الصرب للتقارب مع القوى الأوروبية، التي دعمت استقلال كوسوفو، كخيانة.
ويقول الراديكاليون إنه خلال ثماني سنوات منذ سقوط الرئيس السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، لم يجلب الإذعان للغرب وإصلاحات السوق الصعبة للصرب سوى المهانة والفقر.
وأوضح الغرب أنه يأمل في فوز الديمقراطيين بزعامة تاديتش لكن استطلاعات الرأي كانت تظهر تقدم الراديكاليين في كل مراحل الحملة الانتخابية تقريباً