دعا الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقيادة البرلمان العراقي لإعطاء الأولوية لسن تشريعات تضمن الحقوق الأساسية للصحفيين، وتعمل على تلبية الحاجة الشديدة لتوفير حماية للعاملين في قطاع الإعلام. ويرحب الاتحاد الدولي للصحفيين بشكل خاص بمساهمة نقابة الصحفيين العراقيين التي قامت بارسال مشروع قانون بهذا الخصوص إلى كل من الحكومة والبرلمان العراقيين.
وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، بأنه "يجب على رئيس الوزراء ان يجعل من اعتماد قانون بهذا الخصوص أولوية قصوى، لأنه سيعمل على تجديد الثقة بالتزام الحكومة نحو الصحفيين العراقيين. على الحكومة ان تتحرك بشكل سريع وترد على الإقتراح الذي تقدمت به نقابة الصحفيين العراقيين والذي يضع الأساس القانوني لحماية الصحفيين وإلى تقديم دعم لعائلات الصحفيين الذين قتلوا."
كما ويدعو الاتحاد الدولي للصحفيين كل من محمود مشهداني، رئيس البرلمان العراقي، وخالد العطية، نائب رئيس البرلمان العراقي، للإيفاء بالوعود التي قطعوها لوفد الاتحاد الدولي للصحفيين الذي زار بغداد بداية هذه السنة بأن يقوموا بعمل كل ما في وسعهم من أجل حماية الصحفيين العراقيين، وأن يدعموا الجهود التي تقوم بها نقابة الصحفيين العراقيين نحو تحقيق هذه الغاية.
وما زال الصحفيون العراقيون يدفعون ثمنا مخيفا مقابل التزامهم بعملهم ومهنتهم، وتبني قانونا يحمي حقوق الصحفيين يعتبر اقرارا مهما بالتضحيات التي يقدمونها. وقد اقترحت نقابة الصحفيين العراقيين وضع اطار قانوني يوفر حماية للصحفيين ويضمن حقوقهم، وطالبت البرلمان العراقي بالمصادقة عليه ليصبح نافذا كقانون. ويتضمن هذا القانون توفير العلاج الطبي للصحفيين الجرحى بالإضافة إلى مساندة عائلات الصحفيين الذين قتلوا.
وقال وايت أنه "بالرغم من الموت المأساوي الذي واجهه شهاب التميمي، نقيب الصحفيين العراقيين، الذي توفي متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة اطلاق النار عليه عند مغادرته اجتماعا لقيادة النقابة التي كانت تخطط لتنظيم مؤتمرا حول سلامة الصحفيين، فإن نقابة الصحفيين العراقيين ما زالت صامدة وملتزمة بمهمتها في الدفاع عن الصحفيين العراقيين وتقديم الحماية لهم." لقد قامت النقابة بتأسيس المجموعة العراقية للسلامة الإعلامية، وقامت بجمع وتوزيع التبرعات لعائلات الصحفيين الذين وقعوا ضحية للعنف، وهي تعمل الآن من أجل الحصول على تجاوب من الحكومة نحو تأسيس بيئة قانونية ملائمة تضمن وجود اعلام آمن ومستقل.
منذ اجتياح القوات الأمريكية العراق في آذار عام 2003، اصبح العراق أكثر دولة في العالم خطرا على الصحفيين. ومنذ ذلك التاريخ، قتل ما لا يقل عن 273 صحفيا الكثير منهم قتل نتيجة استهداف مقصود.
وقد وقف الاتحاد الدولي للصحفيين واعضاءه حول العالم إلى جانب زملائهم العراقيين في نضالهم لأن تتحمل الحكومة العراقية وقوات التحالف الأمريكية مسؤولية التحقيق في قتل الصحفيين ومحاكمة المسؤولين امام القضاء