غادر 11 دبلوماسياً أمريكياً العاصمة البيلاروسية السبت، إثر إعلان حكومة بيلاروسيا أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم، وسط تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين مينسك وواشطن، وفق مسؤول من السفارة الأمريكية هناك.
وكانت حكومة بيلاروسيا (روسيا البيضاء) قد طالبت عشرة دبلوماسيين، من إجمالي البعثة الأمريكية وعددها 11 دبلوماسياً، مغادرة البلاد خلال 72 ساعة.
وكشف مصدر من السفارة الأمريكية، آثر عدم كشف هويته، أن كافة الدبلوماسيين غادروا بيلاروسيا السبت، مخلفين وراءهم أربعة موظفين في السفارة التي بلغ عدد العاملين فيها عند مطلع العام الحالي، 35 شخصاً.
وكانت الخارجية الأمريكية قد حذرت بيلاروسيا، في وقت سابق، من إمكانية إغلاق سفارتها في واشنطن وقنصليتها في نيويورك بجانب احتمال إغلاق سفارتها في مينسك.
وتعد واشنطن من أقوى منتقدي فاشية الرئيس البيلاروسي أليكسندر لوكاشينكو كما تمارس ضغوطاً على حكومته لإطلاق سراح السجناء السياسيين أو مواجهة عقوبات تأديبية.
وتوترت العلاقات بين الجانبين خلال الشهور القليلة الماضية إثر الحظر الأمريكي على "بيلنيفتكيم" شركة النفط والكيمائيات البيلاروسية المملوكة للحكومة، وحظر السفر المفروض على لوكاشينكو وكبار مسؤولي حكومته.
ويهدف الحظر إلى معاقبة لوكاشينكو، الذي يلقب أحياناً بـ"آخر ديكتاتوريّ أوروبا" وسياسة حكومته الصارمة تجاه منتقديها.
ويشار إلى أن الخارجية الأمريكية أعلنت في أواخر مارس/آذار خفض عدد العاملين في سفارتها في بيلاروسيا إثر الخلاف الدبلوماسي القائم مع حكومة مينسك.
وأعلن الناطق باسم الوزارة، شون ماكورماك أن حجم العاملين في مينسك سيخفض إلى قرابة النصف "بناءً على إلحاح حكومة بيلاروسيا."
ولم يحدد ماكورماك عدد الموظفين الذين سيتم خفضهم، إلا أن السكرتير الصحفي في وزارة الخارجية البيلاروسية، أندريه بوبوف، قال إن عدد موظفي السفارة الأمريكية سيوازي أولئك العاملين في سفارة بلاده بواشنطن.
وأشار المسؤول الأمريكي كذلك إلى تعليق العمل في قسم التأشيرات بالسفارة في بيلاروسيا.
وشاب التوتر العلاقات الأمريكية البيلاروسية، خلال العقد الأخير إلا أنها أخذت في التردي في الأشهر الأخيرة، عندما استدعت حكومة مينسك سفيرها لدى الولايات المتحدة في السابع من مارس/آذار الماضي واقترحت مغادرة السفير الأمريكي البلاد.
وغادرت السفيرة الأمريكية كارين ستيوارت مينسك في 12 من الشهر ذاته.
وسلمت الخارجية البيلاروسية في 17 مارس/آذار الماضي "توصية عاجلة" إلى السفارة الأمريكية تطالبها بخفض حجم العاملين فيها.
وأضاف ماكورماك: "تصرفات السلطات البيلاروسية دليل على اختيارها مسار المواجهة والعزلة عوضاً عن الحوار والإصلاحات الديمقراطية."
وأردف: "نحبذ علاقة مختلفة مع بيلاروسيا، إلا أن ذلك مرهون بالتزام حكومتها بحقوق الإنسان والحريات الأساسية."
وتعمل الإدارة الأمريكية جاهدة لإطلاق سراح أليكسندر كوزلين، الذي خاض السباق الرئاسي ضد الرئيس أليكسندر لوكاشينكو عام 2006، ويقضي عقوبة بالسجن لمدة خمسة أعوام لقيادته تظاهرات منددة بنتائج الانتخابات، التي شكك المراقبون الدوليون في نزاهتها.
وفرضت واشنطن حظراً على شركة النفط البيلاروسية "بيلنيفتكيم" في إطار ضغوط لإطلاق سراح كوزلين، بجانب عدد آخر من السجناء السياسيين.
ودأبت الحكومة الأمريكية على انتقاد سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها لوكاشينكو، وأبدت دعمها لأحزاب المعارضة.
ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عام 2005 بيلاروسيا بأنها "آخر معاقل الاستبداد" في أوروبا.