ذكرت مصادر أمريكية ودولية مطلعة أنه قد جرى وضع خطة بتكلفة خمسة مليارات دولار تهدف إلى تحويل المنطقة الخضراء التي تتمركز فيها حالياً معظم المرافق الأمريكية والعراقية في بغداد، والمحاطة بأسوار تحت حماية جنود مدججين بالسلاح، إلى مركز تجاري واستثماري سيمثل عصب الاقتصاد العراقي المستقبلي.
وكشفت المصادر أن مجموعات فندقية مثل "ماريوت" وشركات استثمارية مثل MBI السعودية تخطط لمشاريع في المنطقة حالياً، إلا أن جهات مطلعة ذكرت بأن الحكومة العراقية تنظر بقلق إلى الملف، وتتطلع نحو الحد من التأثير الأمريكي عليه.
وقالت المصادر إن الخطة التي تحظى بدعم وزارة الدفاع الأمريكية ستجلب إلى المنطقة أرقى المنتجعات، وأفضل العلامات التجارية، بما يبعد عن الأذهان صور الصواريخ التي تنهمر على المنطقة بصورة شبه يومية، ويجعلها واحة لنهوض بغداد على غرار مدن انتعشت بعد الحروب مثل سراييفو وبيروت.
وقال النقيب البحري الأمريكي، توماس كارنوسكي، الذي قاد فريقاً تولى وضع الخطة، إن المشروع سيمثل ما يشبه الضمانة للولايات المتحدة بالنسبة للتكاليف الباهظة لسفارتها الجديدة، التي من المتوقع أن تبلغ مليار دولار بعد الانتهاء من بناء المكاتب والأثاث المخصص لألف موظف تقريباً.
وأضاف كانوسكي: "عندما يكون لديك مليار دولار هناك، تتولد لديك الرغبة في معرفة من هم جيرانك، وتتطلع إلى امتلاك نفوذ عليهم طوال الوقت."
وكشف الضابط الأمريكي أن مجموعة فنادق الماريوت أنجزت اتفاقية لبناء فندق في المنطقة، وأن مجموعة MBI الدولية التي يمتلكها الشيخ السعودي، محمد بن عيسى الجابر، تخطط لاستثمار مليار دولار في المنطقة، وهو أمر رفضت MBI والماريوت التعليق عليه لوكالة أسوشيتد برس.
وفي حين أن البعض يرى في المنطقة الخضراء مكاناً خطراً يتعرض للقصف اليومي، خاصة بعدما بدأت العمليات العسكرية ضد جيش المهدي، يعتقد بعض الخبراء أن الموقع مقبل على طفرة مدعومة بالرهان على نهوض العراق خلال السنوات المقبل، مع استقرار الوضعين السياسي والأمني.
وبالفعل، فإن أولى بوادر هذا الانتعاش ارتفاع أسعار الأراضي، فبعدما كانت قيمة تأجير المتر المربع في المنطقة الخضراء تعادل 50 دولاراً لنصف قرن، قفزت الأسعار هذا العام إلى 1000 دولار.
وقد سبق أن أعلنت شركة C3"" الأمريكية القابضة، أنها ستطلق مشروعاً لبناء مدينة ملاهي بقيمة 500 مليون دولار عند تخوم المنطقة الخضراء، حول حديقة الحيوانات القائمة حالياً.
غير أن العقبات التي تقف حالياً أمام الراغبين بإطلاق مشاريع تطوير في المنطقة تتمثل في فقدان البينة التحتية، إذ لا توجد طرقات أو أنظمة صرف صحي، أما الطاقة الكهربائية في المنطقة التي تبلغ مساحتها ثمانية كيلومترات مربعة ويحيط بها سور مضاد للتفجيرات بارتفاع 4.5 أمتار فهي من إنتاج مولدات ضخمة.
كما أن الواقع السياسي قد يقف حجر عثرة أمام هذه المشاريع، إذ ذكرت مصادر رفضت الكشف عن اسمها في مكتب رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أن الحكومة "ترغب في الحد من النفوذ الأمريكي في المنطقة الخضراء،" إلى جانب اعتراضهم على امتلاك الأمريكيين حق "الفيتو" على بعض المستثمرين المحتملين