أكد اللواء دوغلاس ستون، قائد المعتقلات الأمريكية في العراق، إن الحكومة العراقية لم تطلب رسمياً بعد تسلّم قادة النظام السابق المحتجزين لديها، وأبرزهم علي حسن المجيد، ابن عمّ الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، والذي صدر بحقه حكم بالإعدام في قضية الأنفال.
وقال ستون، في لقاء مع CNN بالعربية، إن المجيد الذي تعرض لوعكة صحية مؤخراً، في وضع صحي جيد، وأن المعتقلات الأمريكية في العراق تضم 23500 مقتل حالياً 80 في المائة منهم من السنّة، بينهم 2000 معتقل من القاعدة، وأن الإستراتيجية الجديدة التي يطبقها في السجون تؤهل المعتقلين للعودة إلى المجتمع وتحول كلياً دون تكرار سيناريو فضيحة أبوغريب.
وأقرّ الضابط الأمريكي بصعوبة تقبل الاعتقال الذي يقوم على مجرد الاشتباه الأمني، غير أنه دافع عن السند القانوني الذي يسمح بالقيام بذلك، كما شدد على أن المعتقلات الأمريكية مفتوحة تماماً للمؤسسات الإنسانية والصحافة.
ولدى سؤاله عن أعداد المعتقلين الموجودين في السجون الأمريكية حالياً، وتوزعهم الطائفي قال: "كان لدينا 26 أف معتقل، ولدينا اليوم 23500 ألف معتقل، وبينهم 80 في المائة من السنة و20 في المائة من الشيعة.
وعن انتماءات المعتقلين وهوياتهم، قالت ستون: "هناك 2400 سجين مصنفون على أنهم من جيش المهدي وأقل من 2000 من القاعدة و225 من بينهم ليسوا عراقيين، وهم بمعظمهم من المشتبهين بالانتماء للقاعدة."
ونفى الضابط الأمريكي وجود فروق في التعامل بين المعتقلين، لكنه أشار إلى بعض التمايز الذي يقوم على برامج خاصة موضحاً: "لدينا 525 معتقلاً دون سن الـ18 ولديهم ممثلون خاصون وبرامج خاصة ومدارس، ولدينا 18 سيدة يعتني بهن سيدات، ولكن جميع البرامج تنفذ مع هدف واحد في البال وهو تحديد ما إذا كانوا يشكلون خطراً محتملاً، وإذا ما كانوا كذلك فسنقوم بكل ما يلزم لإعادة دمجهم في المجتمع بصورة تنفعهم وتنفع محيطهم."
وحدد ستون الأوجه الخاصة لاستراتيجياته الجديدة في مقاربة قضية المعتقلين فقال:"يمتلك المعتقلون الآن فرصة عرض موقفهم للجهة التي قامت باعتقالهم، وإذا ما تقرر أنهم ما عادوا يشكلون خطراً على المجتمع يتم إطلاق سراحهم فوراً."
وأضاف: " خلال ستة أشهر سيكون 50 في المائة من المعتقلين في هذه المرحلة، ولكن هناك مجموعة أخرى يتم إدخالها في برامج مغايرة، حيث تقدم الحكومة العراقية معلمين لرفعهم إلى مستوى الصف السادس ولدينا مواقع لتدريبهم على المهن والحرف، وهناك برنامج زيارات عائلة يتيح لقرابة 3000 عائلة القيام بزيارات أسبوعية."
وقال ستون إن المعتقلين اليوم "باشروا بالتحدث عمّا يرغبون به تجاه العراق" مع برامج المواطنية التي وضعته القوات الأمريكية بالتعاون مع حكومة العراق، وذلك إلى جانب وجود برنامج جديد يتكون من مرحلة انتقالية من ستة أشهر لمساعدة المعتقلين السابقين على الاندماج في المجتمع والعثور على عمل.
ولدى سؤاله عن كيفية تقبّل المجتمع العراقي لواقع أن 90 في المائة من المعتقلين في السجون الأمريكية غير مدانين ولم يتم محاكمتهم، قال ستون: "لدينا مبرر قانوني من مجلس الأمن يسمح للحكومة العراقية باعتقال من تشتبه في تشكيلاً خطراً أمنياً، وقد فوضتنا الحكومة هذه الصلاحية للمساعدة على ضمان الاستقرار."
غير أنه عاد وأقر بأن "السجن صعب للجميع،" لكنه يجري في مصلحة الشعب العراقي لأنه عامل تثبيت للأمن، إلى جانب طابعه المؤقت.
وأضاف قائلا:" هناك 10 في المائة من المعتقلين يمثلون في قضايا أمام المحاكم العراقية، وإذا ما ثبتت مسؤوليتهم عنها فسيتم وضعهم في معتقل عراقي بإدارة العراق، ولكن لماذا هم معنا، هو كذلك لأنهم يشكلون خطراً محتملاً، وهذا الحكم هو ما أدخلهم المعتقل، وهم ما سيخرجهم منه، هذه الأوقات صعبة على الجميع، لكنني أظن أن المساجين باتوا يدركون سبب اعتقالهم."
واستبعد ستون كلياً أن تعود مشاهد أبوغريب والانتهاكات الوحشية إلى الواجهة بما يتعلق بالمعتقلات الحالية، وقال إن "الظروف" التي شهدها المعتقل آنذاك "كانت خاطئة،" ولكنها "باتت من الماضي،" وأن إدارة المعتقلات الأمريكية باتت "شفافة ومنفتحة لتلقي زيارات الصحافة والحكومة العراقية."
ولفت ستون إلى أن لكل معتقل في السجون الأمريكية حالياً: "الحق في إجراء لقاء خاص وبكل استقلالية مع الصليب الأحمر وموظفي وزار ة حقوق الإنسان في العراق،" كما أن اللجان والهيئات التي ترغب الحكومة العراقية والأمريكية بالسماح لها بزيارة المعتقل يمكن لها القيام بذلك.
وتابع بالقول: "لقد أفرجنا عن ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف معتقل، وقد تحدثوا إلى الصحافة، ولم يذكر أحد منهم تعرضه بالتعذيب، بل تحدث عن التعليم ومستقبل العراق، وأي خرق من قبل رجالنا يتم التحقيق فيه وإذا ثبت ذلك يتم فصل العنصر المعني من إمرتي وإعادته إلى الولايات المتحدة."
وعن وضع قادة النظام العراقي قال: "هناك 66 من قادة النظام السابق هم قانونياً في عهدة الحكومة العراقية ومادياً في عهدتنا وعهدة قوات التحالف، وما أن تقرر الحكومة العراقية، رئيس الوزراء ومجلس الرئاسة استعادتهم، فسيطلبون ذلك السفير الأمريكي، وعندها سننقلهم إلى عهدتها مادياً."
وأردف ستون قائلاً:"هم(الحكومة العراقية) لم ينجزوا هذه المرحلة بعد، ولكن عندما يفعلون ذلك سنعيدهم (قادة النظام السابق) بصرف النظر عن هوياتهم، ولدينا أعضاء من النظام السابق ممن صدرت بحقهم أحكام، وهم في عهدتنا، وما أن تطلب حكومة العراق تسليمهم رسمياً فسنقوم بذلك."
وأكد ستون أن علي حسن المجيد، المعروف بعلي الكيماوي) ابن عم الرئيس العراقي السابق، في وضع صحي مستقر بعد الأزمة التي ألمت به وتسببت في إدخاله المستشفى.
كما نفى دقة التقارير التي نقلت عنه تعهدته بالإفراج عن ثلثي المعتقلين العراقيين بحلول نهاية العام الجاري، غير أنه لفت إلى أن توصيات لجان التحقيق التي تستمع إلى المعتقلين بصورة دورية قد تصب بنهاية الأمر في مصلحة ذلك.