أكد وزير الموارد المائية د. عبد اللطيف جمال رشيد أن التوسع في عملية بناء السدود سيسهم وبشكل كبير في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية التي لها دور فعّال ومؤثر في العملية التنموية في البلاد إضافة إلى تنشيط وتطوير القطاعات الأخرى خاصة الزراعية منها والصناعية فضلاً عن أهمية السدود في توفير مخزون مائي كبير يستفاد منه في مواسم الشحة وكذلك تنمية الثروة السمكية وتنشيط السياحة وإرواء الأراضي الزراعية.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان الطاقة والطاقة الكهرومائية ألقاها الوزير في ندوة الطاقة التي شارك فيها وزيري النفط والكهرباء ضمن فعّاليات أسبوع المدى الثقافي.
وأشار الوزير إلى أن الطاقة هي إحدى المقومات الرئيسية للمجتمعات المتحضرة وتحتاج إليها قطاعات المجتمع لتسيير عملية الحياة اليومية وفي
المجالات كافة وهناك عدة مصادر للطاقة مستخدمة حالياً من أهمها الوقود الأحفوري المتمثل في النفط والفحم والغاز والمصادر الميكانيكية والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الجوفية والكتل الحيوية التي تتمثل في الطاقة المستحصلة من المخلفات الحيوانية والزراعية إضافة إلى غاز الهيدروجين والطاقة النووية مضيفاً إلى أن زيادة الطلب على النفط وارتفاع اسعاره مع كونه مصدراً كبيراً لتلوث البيئة جعل العالم يفكر في مصادر جديدة وبديلة عنه، ومنذ مطلع القرن العشرين اكتسبت السدود ازدهاراً كبيراً حيث أخذ العالم وفي كثير من البلدان بإنشاء السدود لإنتاج الطاقة الكهربائية وذلك لسهولة التحكم بها وإمكانية نقلها إلى مسافات بعيدة عن مصادر إنتاجها وعدم تلويثها للبيئة ورخص ثمنها كما أن الماء يعتبر مصدراً رئيسياً لإنتاج الكهرباء وبلغت نسبته 18% من الإنتاج العالمي لغاية 2002. وفي جميع الأحوال تعتبر الطاقة الكهرومائية مصدراً بارزاً ومهماً من مصادر الطاقة المتجددة ومن المتوقع أن تنمو بصورة أسرع في السنوات القادمة.
وذكر وزير الموارد المائية أن العراق قد أولى اهتماماً بالطاقة المائية كمصدر فعّال في توليد الطاقة الكهربائية منذ خمسينيات القرن الماضي ويمتلك
حالياً خمسة سدود كبيرة هي سدي دوكان ودربنديخان في كوردستان العراق وسد الموصل في محافظة نينوى وسد حمرين في ديالى إضافة إلى سد حديثة على نهر الفرات في محافظة الأنبار وتبلغ الطاقة التخزينية الإجمالية لهذه السدود (31.23) مليار م3 وتحتوي على محطات كهرومائية تقوم بتوليد طاقة كهربائية مقدارها 2100 ميكا واط إضافة إلى امتلاك العراق ثلاث محطات كهرومائية صغيرة أنشأت الأولى على سدة سامراء بطاقة تصميمية مقدارها 75 ميكا واط وأنشأت الثانية على سدة الهندية بطاقة تصميمية تبلغ 15 ميكا واط والثالثة على سدة الكوفة وتبلغ طاقتها التصميمية 5 ميكا واط ، مشدداً على أن المردود الاقتصادي لمشاريع الموارد المائية في جانب الطاقة يمكن احتسابه من خلال معرفة كمية الطاقة الكهرومائية المنتجة ونسبتها من الطاقة الكهربائية الكلية ومن خلال ذلك يمكن تقدير الأهمية الكبيرة لهذه المشاريع.
وأضاف الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد إلى أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في كمية الطاقة المنتجة من المحطات الكهرومائية وتجعل من الصعب الاستمرار بالإنتاج بوتيرة واحدة لاسيما في ظروف كالتي مر ويمر بها العراق، إذ أن الطاقة الكهربائية المنتجة تتأثر بارتفاع وانخفاض مناسيب المياه المخزونة في بحيرات السدود وعليه فإن الطاقة المنتجة ليست ثابتة خلال السنة الواحدة وحتى عبر سنوات كما أن للظروف الأمنية أثر كبير في كمية الطاقة المنتجة حيث أن تحطم خطوط النقل الكهربائي يؤدي إلى عدم سحب الطاقة المنتجة من المحطات فيقل الإنتاج على الرغم من وجود القدرة عليه.
وبالرغم مما ذكر فإن العراق يتقدم على أغلب الدول العربية في نسبة الطاقة الكهرومائية المنتجة إلى الطاقة الكلية، إذ لا تشكل هذه الطاقة في البلدان العربية سوى مصدراً محدوداً للطاقة وذلك لمحدودية المياه والأنهار في أغلبها.
كما أكد وزير الموارد المائية إلى أن لدى الوزارة خطة طموحة لبناء عدد آخر من السدود والتي ستساعد على إضافة طاقة مشيدة بحدود 2942 ميكا واط مع زيادة نسبة توليد الكهرباء من مساقط المياه إلى الطاقة الكلية وانعكاسات ذلك في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي