بعد ارتفاع تكلفة فاتورة الطعام 40 % خلال الأشهر التسعة الماضية مما دفع بمؤسسات عربية وعالمية من التحذير من إضافة أكثر من 200 مليون طفل إلى لائحة الأطفال الذين يعانون من المجاعة حول العالم، تبحث لندن مع رؤساء بعض أكبر المؤسسات في العالم تشجيع الشركات الكبرى على مكافحة الفقر العالمي. واجتمع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون مع حوالى ثمانين من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية ومن بينها كوكاكولا ودياجو ومايكروسوفت وسوميتومو كيميكال وطومسون رويترز وفودافون حيث ينتظر أن يقدموا البرامج التي نفذوها لمكافحة الفقر.
وأوضح بيان لإدارة التنمية الدولية في بريطانيا انه من المتوقع أن تنقذ المبادرات نحو نصف مليون شخص على مدى السنوات الخمس المقبلة وتوفر الاف الوظائف وتعود بالنفع على ملايين من الفقراء في أفريقيا وأسيا.
من جانبها انتقدت جمعية "الحرب على العوز" الخيرية التي تكافح الفقر الاجتماع ووصفته بانه دعاية واتهمت بعض الشركات المشاركة مثل وول مارت وكوكاكولا بضعف سجلها الخاص بحقوق العمال في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن جون هيلاري المدير التنفيدي لـ "الحرب على العوز" في بيان له بدلا من محاسبة الشركات أتاح جوردون براون لها "أن تظهر في صورة حليف في الحرب ضد الفقر".
وعلى صعيد متصل نشر موقع منظمة الأغذية والزراعة "فاو" أمس، بيانًا لمديرها العام جاك ضيوف، يرحب فيه بمبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش، "الذي أعرب عن نيته أن يطلب إلى" الكونجرس" الأمريكي، اعتماد 770 مليون دولار مبلغاً إضافياً، "معونات غذائية ومساعدات لقطاع الزراعة، لمواجهة أزمة أسعار المواد الغذائية في العالم".
وكان ضيوف، ناشد في أبريل الماضي، دول العالم، تأمين الأموال الكافية، بما يتيح لبرنامج الأغذية العالمي، التحرك بمرونة لتنفيذ أغراضه في مواجهة الأزمة الإنسانية، بتقديم معونات غذائية يحتاجها الفقراء على نحو عاجل في أنحاء العالم.
ويحذر ضيوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الأغذية، إلى انعدام الأمن الغذائي وإيجاد توترات اجتماعية.
واعتبر "أن مستوى التمويل الذي طلبه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من الكونجرس، إضافة إلى موارد متوقعة من جهات مانحة من شأن أن يمكن البلدان المتضررة من تجاوز الصعاب الناجمة عن ارتفاع أسعار السوق".
وستركز، المنظمة بما يتماشى مع المهمة المنوطة بها، على إنتاج الأغذية في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، وبخاصة في مجال رفع الإنتاجية التي تتطلب المدخلات المناسبة والتي ارتفعت أسعارها أيضاً بصورة حادة لتكون في متناول المزارعين في الوقت المناسب، وبما يتيح لهم تحقيق إنتاج ناجح في 2008 و2009.
ومن المقرر أن يبحث زعماء العالم ارتفاع أسعار الأغذية لدى اجتماعهم في مقر المنظمة في روما، بين 3 و5 يونيو، للمشاركة في مؤتمر القمة في شأن الأمن الغذائي العالمي وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية.