أعلنت الحكومة السودانية اليوم الأحد، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد، متهمة اياها بالتورط في الهجوم الذي شنه متمردو "حركة العدل والمساواة" الذي تمكن الجيش السوداني من صده بعد مواجهات عنيفة شمالي مدينة أمدرمان، أمس السبت.
واتهم وكيل وزارة الخارجية السودانية، د. مطرف صديق، في حديث لـCNN، الحكومة التشادية بالضلوع في الهجوم الذي استهدف الإطاحة بالحكومة السودانية قائلاً: "كما هو معلوم الحكومة التشادية أعلنت من قبل وعلى لسان وزير الخارجية أحمد علامي، أنها ستهاجم السودان، والخرطوم تحديداً." وأضاف قائلاً إن الخطوة "سترتد على تشاد"، إلا أنه نفى لدى سؤاله إذا ما كان التصريح تهديداً مبطناً للدولة المجاورة، واستطرد مؤكداًً أن التدخل التشادي في الشأن السوداني معلوم لكافة أجهزة الاستخبارات الغربية ودول المنطقة.
وقال المسؤول السوداني إن عدد القوات المهاجمة تجاوز الألف عنصر، مزودين بأسلحة متطورة من رشاشات ومدافع مضادة للدروع والطائرات. وذكر أن عناصر تشادية شاركت في الهجوم، وأن معتقلين من المتمردين اعترفوا بتلقيهم تدريبات عسكرية في "ادري" و"أبشي."
وإلى ذلك، نددت الولايات المتحدة الأمريكية بالهجوم الذي شنه متمردو "حركة العدل والمساواة" على الخرطوم أمس. وطالب الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، بوقف فوري للمواجهات، قائلاً: "هذه الأفعال تقوّض جهود الأسرة الدولية القائمة لدعم قرار حول النزاع في السودان." وحذر ماكورماك الجانبين من شن هجمات انتقامية استناداً إلى العرقية أو القبلية.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون عن قلقه من لجوء "حركة العدل والمساواة" لاستخدام القوة المسلحة والوسائل العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية.
هذا وأوضح مصدر سوداني مسؤول في وقت سابق أن المروحيات القتالية التابعة للجيش السوداني تصدت للمتمردين في المنطقة الخلوية المكشوفة. وذكر أن القوات السودانية نجحت في تدمير 50 سيارة واحتجزت 20 أخرى. وأشار إلى مصرع، محمد نور، قائد المتمردين في الهجوم، واعتقال 50 متمرداً في منطقة شمال أمبدة، قائلاً إن قوات الجيش والشرطة والدفاع الشعبي تقوم بعمليات تمشيط لمطاردة الجيوب الهاربة.
وأكد وزير الداخلية السوداني، إبراهيم محمود الطيب، سيطرة القوات الحكومية على الوضع، وطالب المدنيين البقاء في منازلهم حتى الساعة العاشرة صباح اليوم، لإتاحة الفرصة أمام القوات المسلحة لمطاردة فلول المتمردين المتنكرين في أزياء عسكرية.
وعرض التلفزيون السوداني مشاهد لقتلى المتمردين والمعتقلين منهم ومركباتهم المحترقة، إلا أنه لم يكشف عن أعداد القتلى بين صفوفهم. كما أظهرت مشاهد فيديو سحب الدخان الكثيف تتصاعد من المركبات المحترقة.
وزعمت "حركة العدل والمساواة" في وقت سابق السيطرة على مدينة أمدرمان حيث بعض المنشآت العسكرية الحساسة منها قاعدة "وادي سيدنا" الجوية، والجسور التي تربط بالعاصمة الخرطوم.
ويشار أنها المرة الأولى التي تنتقل فيها المواجهات بين القوات السودانية ومتمردي دارفور من الإقليم الغربي إلى وسط الخرطوم، في تحرك وصفته الحكومة بأنه "دعائي" عقب الخسائر الأخيرة التي مني بها الفصيل