قرر وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة الاحد، لمناقشة أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ قرابة العقدين، تشكيل لجنة وزارية للوساطة بين الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب و"حزب الله."
وانتقد الوزراء العرب في بيان "حزب الله" قائلين: "نرفض مبدأ اللجوء إلى العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية"، وفق الأسوشيتد برس.
وسيترأس لجنة الوساطة رفيعة المستوى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وتضم اللجنة في عضويتها وزراء خارجية الأردن ودولة الإمارات العربية والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن.
وقال موسى إن اللجنة ستتوجه إلى بيروت سريعاً دون تحديد موعد زمني، وأعلن خلال مؤتمر صحفي "اللجنة ستحاول السفر في وقت قريب ليس بالضرورة غدا (الاثنين)"، مضيفاً أن سفرها سيتحدد بناء على اتصالات ستجرى مع قادة الحكومة والمعارضة في لبنان.
وكان الوزراء العرب قد قرروا الأحد خلال الجلسة الطارئة إرسال لجنة رفيعة المستوى إلى بيروت على الفور، في محاولة وساطة لإيجاد سبيل للخروج من أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ 18 عاماً.
وحث وزراء الخارجية العرب الفرقاء اللبنانين على وقف فوري للاقتتال وأشاروا إلى أن الضرورة تقتضي "فتح وتأمين طريق مطار بيروت الدولي بشكل فوري لعودة حركة الملاحة الجوية وسائر الطرقات وكذلك فتح ميناء بيروت لتأمين حرية الحركة للبنانيين والمسافرين من والى البلاد."
وكانت المواجهات قد اندلعت في العاصمة اللبنانية بيروت الخميس، بين مسلحين موالين لـ"حزب الله"، الذي يقود المعارضة ومسلحين مؤيدين لحكومة رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، التي تصفها المعارضة بأنها "غير شرعية"، فيما اعتبرت أسوأ اشتباكات يشهدها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1991.
وأكدت وزارة الداخلية اللبنانية الأحد، أن المواجهات التي يشهدها لبنان منذ نهاية الأسبوع الماضي، بين أنصار الحكومة والمعارضة، تسببت في سقوط ما يزيد على 44 قتيلاً، وأكثر من 140 جريحاً.
وبحسب المصادر اللبنانية فإن هذه التقديرات لا تتضمن الضحايا الذين سقطوا في المواجهات التي اندلعت قرب مدينة "طرابلس" في شمال لبنان، في وقت متأخر من مساء السبت واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الأحد