أعلن المتحدث الرسمي باسم السفارة الإيرانية في بغداد، منوشهر تسليمي، أن اللجنة الحكومية العراقية الخاصة بالبحث في مزاعم تدخل إيران في الشؤون الداخلية العراقية، لم تعثر على وثائق أو أدلة "تثبت المزاعم الأمريكية ضد إيران."
وقال تسليمي، إنه رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء عمل هذه اللجنة، التي أمر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بتشكيلها، إلا أنها لم تستطع التقدّم "بوثيقة أو بدليل واحد يثبت مزاعم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق."
وجاءت تصريحات تسليمي رداً على ما أعلنه الجيش الأمريكي الثلاثاء عن اعتقال "موظف كبير" في وزارة الداخلية للاشتباه في قيادته لفصيل شيعي مسلح على صلة بإيران، علماً أن وفداً برلمانياً عراقياً كان قد زار طهران مؤخراً لمناقشة هذا الملف معها.
وقال تسليمي، في حديث مع وكالة الأنباء الإيرانية، إن السفارة: "أصدرت في بغداد بياناً رسمياً كذبت فيه بصوره كاملة مزاعم الجيش الأمريكي الذي أدعى بأن الموظف في الداخلية العراقية الذي اعتقل يقود سرا مجموعه مسلحه تضم 300 شخص، وله علاقة بجيش القدس التابع لقوات حرس الثورة الإسلامية."
وقد اعتبر البيان، في جانب منه، بأن واشنطن "تسعى من خلال إطلاق هذه الاتهامات للمساس بالعلاقات الطيبة بين إيران والعراق."
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن الثلاثاء أنه اعتقل موظفاً بوزارة الداخلية العراقية للاشتباه في قيادته لفصيل شيعي مسلح له روابط مع إيران متورط في اختطاف وقتل عدد من العراقيين.
وذكرت القوات العراقية الخاصة أن الموظف الحكومي الذي له روابط بالحرس الثوري الإيراني، "تزعم مجموعة قوامها 300 عنصر نفذت هجمات بقنابل ومتفجرات خارقة للدروع وتهريب أسلحة."
ولم يحدد البيان العسكري منصب الموظف في الداخلية العراقية، سوى أنه قيادي من الدرجة المتوسطة ضمن "المجموعة الخاصة" - وهو مصطلح يطلقه الجيش الأمريكي على المجموعات الشيعية المدعومة من إيران. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن بغداد وجّهت وفداً برلمانية إلى طهران لمناقشة المزاعم المتعلقة بتقديمها السلاح والتدريب لتنظيمات مسلحة في البلاد، وقدم لها أدلة حول ذلك.
وقال السياسي العراقي، الدكتور حيدر العبادي لـCNN إنّ "الجانب الإيراني شعر بجرح بسبب هذه الاتهامات." وأوضح الوفد العراقي الذي تشكّل من خمسة أعضاء، عرض على الإيرانيين أدلة على تهريب الأسلحة من إيران إلى العراق وكذلك أخرى تثبت وجود معسكرات تدريب للعراقيين في إيران.
كما قدّم الوفد العراقي دليلا على أنّ "غالبية القياديين في المليشيات النشطة بالبصرة فرّوا إلى داخل إيران" بعد الحملة العسكرية التي أمر بها رئيس الوزراء نوري المالكي، وفق العبادي.
وأضاف أنّ الإيرانيين نفوا بشكل كامل أن يكونوا بصدد تدريب أو تزويد جماعات مسلحة في العراق بأسلحة أو أموال، مشددين على كون بلادهم تسيطر على الحدود مع العراق.
والعبادي هو عضو في البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقي الموحد الحاكم كما أنه عضو في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي.
وقال العبادي إنّ الإيرانيين شدّدوا على كون الأسلحة والمتفجرات موجودة أصلا في العراق، مشيرين إلى أنّ أطرافا أخرى تحاول إثارة مشاكل بين البلدين الجارين من خلال توزيع أسلحة تحمل علامات إيرانية