نفى الجيش الأمريكي في العراق الاثنين صحة الاتهامات التي وجهها إليه تلفزيون "آفاق" العراقي التابع لحزب الدعوة، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، نوري المالكي، بقتل أحد مصوريه خلال معارك اندلعت شرقي بغداد الأسبوع الماضي.
واعتبر الجيش الأمريكي في بيان أصدره حول الحادث، أن الصحفي، الذي يدعى وسام علي عودة، هو "ضحية بريئة أخرى من ضحايا العنف العشوائي الذي يرتكبه المجرمون في بغداد."
وذكر البيان أن عناصر الجيش الأمريكي كانت بالفعل طرفاً في اشتباكات استهدفت مجموعات مسلحة، كانت تعمد إلى زرع العبوات الناسفة على الطرقات في مناطق تقطنها غالبية شيعية، في اليوم الذي قتل فيه المصور.
غير أن البيان عاد وأكد أن المعارك استمرت من الساعة الرابعة فجراً وحتى التاسعة صباحاً بتوقيت بغداد، في حين قُتل عودة في الساعة الخامسة والربع عصراً، بعد ساعات من انتهاء الاشتباكات، وفي فترة كان خلالها جنود الجيش الأمريكي يقومون بدوريات روتينية فقط.
وأعرب الجيش الأمريكي عن أسفه لمقتل عودة، مثنياً على نشاطه وموهبته، ومتهما من وصفهم بـ"المجموعات الإجرامية" بقتله.
وكانت محطة "آفاق" قد أعلنت أن أحد المصورين العاملين لديها، ويُدعى وسام علي عودة (32 عاماً) قُتل برصاص "قناص أمريكي" في منطقة "العبيدي" بضاحية "بغداد الجديدة"، شرقي العاصمة بغداد.
وأكدت مصادر رسمية عراقية الخميس الماضي النبأ، وقالت إن أحدهما سقط بنيران الجيش الأمريكي في بغداد الأربعاء، بينما عُثر على جثة الثاني في مدينة "بعقوبة"، شمالي العاصمة العراقية.
كما أكد مسؤول بوزارة الداخلية العراقية مقتل المصور، وقال إن الجنود الأمريكيين قاموا بإطلاق النار "بشكل عشوائي" على المارة، بعد تعرض قوات التحالف لعدة تفجيرات ناجمة عن عبوات ناسفة.
وكانت "لجنة حماية الصحفيين" CPJ، وهي إحدى المنظمات الدولية لدعم الصحفيين، وتتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها، قد اعتبرت أن "العراق ما زال أسوأ مكان لعمل الصحفيين في العالم."
وقبل مقتل هذين الصحفيين، قالت لجنة CPJ إن "127 صحفياً و50 عاملاً في وسائل الإعلام، قُتلوا في العراق، منذ بداية الغزو الأمريكي في مارس/آذار عام 2003