-ثمة تقارير دولية تؤكد أن أكثر من ثلاثة ملايين عراقي ممن أجبروا إلى الخروج من بلادهم جراء الحرب قد يواجهون "مستقبلا مظلما للغاية،" خصوصا بعد خفض الميزانية المخصصة لبرامج المساعدات في الشرق الأوسط إلى النصف خلال العام الحالي..
فقد قررت الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين خفض حجم الميزانية الممنوحة للبرامج الخاصة بالعراقيين خلال عام 2007، وذلك بسبب "عدم التزام الدول المانحة بدفع مستحقاته النقدية،" وفق ما أعلنته الشبكة الاتحادية للأنباء IRIN.
أندرو هاربر، المنسق العام لوحدة العراق في الوكالة الدولية بجنيف، علق على الوضع بالقول: "لقد شهد العراق مؤخرا أكبر عملية تشريد للعراقيين الذين تزداد احتياجاتهم يوما بعد يوم، بينما تنقص المساعدات الدولية المقدمة لهم في نفس الوقت."
وأضاف "لقد أدى هذا الأمر إلى التراجع عن تنفيذ عدد من المشاريع المهمة للاجئين العراقيين، ومنها إغاثة الآلاف من هؤلاء الذين اتجهوا إلى سوريا والأردن، وخصوصا الأمهات، والمرضى، وكبار السن منهم."
ومأساة العراقيين ليست فقط في الخارج، إذ يقّدر عدد العراقيين المشردين داخل العراق بأكثر من 1.5 مليون عراقي.
أما أولئك الذين غادروا العراق، فقد زاد عددهم عن 1.6 مليون عراقي، يعيش معظمهم في كل من الأردن وسوريا.
وبالنسبة للدول المانحة، وهي الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، واليابان، وأستراليا، فقد قامت مؤخرا بخفض حجم تبرعاتها لتمويل برنامج الوكالة الدولية للاجئين العراقيين، رغم زيادة عددهم بعد بدء الحرب بالعراق في 2003.
فبعد أن وصلت قيمة التبرعات إلى 150 مليون دولار أمريكي عام 2003، انخفضت في 2006 لتصل إلى 29 مليون دولار، حيث يتم إنفاق ربع هذا المبلغ فقط على برنامج اللاجئين العراقيين في سوريا، والأردن، وتركيا، ولبنان.
وتستضيف سوريا أكبر عدد من اللاجئين العراقيين في المنطقة، حيث وصل عددهم عام 2006 إلى أكثر من 800 ألف لاجئ، بينما لم يكن يتجاوز عدد العراقيين في سوريا الـ 100 ألف، قبل سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام2003.
من جهة ثانية، قال تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف والبرنامج العالمي للغذاء إن حوالي 450 ألف عراقي في سوريا يواجهون صعوبات متعددة ذات علاقة بشرعية وجودهم في البلاد، بالإضافة إلى محدودية الدخل.
الحاج العراقي، جميل، 62 عاما، قال: "لا يمكننا الحصول على أي وظيفة، وذلك بسبب وجود آلاف العراقيين على الأراضي السورية، ومن دون الحصول على أي مساعدة من الدول الغنية، سينتهي بنا الأمر متسولين في شوارع دمشق."
ويعيش معظم اللاجئين العراقيين في أحوال اقتصادية سيئة للغاية في الأحياء الفقيرة والبعيدة عن دمشق. كما أن عليهم السفر إلى خارج الأراضي السورية كل ستة أشهر لتجديد تأشيرة الإقامة، إضافة إلى عدم إمكانية حصولهم على تصاريح للعمل، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة فيما بينهم.
ويذكر أن الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين تسعى من أجل مناشدة الدول المانحة زيادة قيمة المعونات للبرنامج العراقي، لتقارب 25 مليون دولار في 2007