قال عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان "إن الجامعة العربية غير قادرة على تبني مبادرة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة على شاكلة مبادرة الدوحة التي أفضت إلى حل الأزمة اللبنانية، وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن هذا البلد".
وأوضح عثمان أن دولة قطر هي من رعى الحل في لبنان ولم يكن للجامعة العربية سوى دور صغير وغير مؤثر"، مشيرا إلى أن "قطر استطاعت تقريب وجهات النظر بسبب علاقاتها المميزة مع سوريا وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى".
وكانت قطر وبمساعدة من جامعة الدول العربية قد تبنت مبادرة لحل الأزمة بين تيار المولاة والمعارضة في لبنان، بعد أحداث العنف التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، والتي كادت أن تلقي بالبلاد في محرقة الحرب الأهلية مرة ثانية، بعد توقفها عام 1990، الذي شهد السنة الخامسة عشرة لها.
وأعتبر عثمان أن "الوضع العراقي مختلف تماما عن الوضع في لبنان، وهو كثر تعقيدا، لذا ليس هناك دولة عربية تمتلك علاقات جيدة مع كل القوى السياسية العراقية"، واصفا موقف الجامعة العربية بأنه "مازال ضعيفا وغير مؤثر".
ورحب عثمان "بكل الجهود الممكنة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء العراقيين على ألا تكون هذه الجهود إعلامية فقط، وليس لها أساس راسخ على ارض الواقع، بحيث تستمر لعدة أيام فقط".
وكان عبد العليم الأبيض المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، قد قال في تصريحات صحفية "إن الجامعة تسعى لتبني مبادرة لحل الأزمة العراقية، على غرار مبادرة الدوحة، التي أنهت الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين".
واشترط عثمان على الجامعة العربية "القيام أولا بفتح مكتب لها في بغداد، يأخذ على عاتقه قضية عقد اجتماعات ومباحثات مع مختلف القوى السياسية العراقية، والاستماع لوجهات نظرهم للوصول في النهاية إلى حل يرضي الجميع، إن كانت تريد فعلا أن يكون لها دور كبير في استقرار العراق".
واعتبر عثمان "أن موقف الدول العربية التي تشكل الجامعة ما زال سلبيا وضعيفا تجاه العراق، وفي قضايا كثيرة مثل قضية الديون المترتبة على العراق، لذا لن يتوقع الكثير من الجامعة العربية، ما دامت الدول العربية لم تغير قناعاتها تجاه التغيير الحاصل في العراق بعد عام 2003".
وشهدت السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فتورا في العلاقات العربية العراقية، وسحبت اغلب الدول العربية ممثلياتها من العراق، واتخذ البعض الآخر موقفا سلبيا تجاه دعم التغيير الحاصل في العراق، كما حصل في قضية الديون العربية على العراق والتي رفضت الدول العربية إطفاءها ،في حين اتخذت الدول الأوربية والحليفة للولايات المتحدة موقفا أكثر ايجابية تمثل في فتح السفارات، وإطفاء اغلب من الديون العراقية.